2009/10/10

لماذا لا تُعقّب؟!

تدوينة مهداة من الزيتوني : عمر عاصي

بقلم : عُمر عاصي

“..عبر عن رأيك، واشرح إن أردت الشرح، وأوجز إن رأيت الإيجاز
ولكن اكتب… لا تتفرج،، د.جاسم السلطان..”

تدوينة نهضوية تُقرأ في 5 دقائق تقريبًا

كمُدوِّن، يثيرني أن أكتشف الحركة الخفية لبعض زوار المدونة -صُدفةً - إما من خلال تطور علاقتي بهم.. أو تعبيرهم عن رأيهم بإحدى تدويناتي شفهيا عند لقائنا.. وربما أن يخبروا احد أفراد عائلتي عن تدويناتي.. وأتساءل لماذا لم يكتبوا أي تعقيب أو تعليق خلال الفترة الطويلة التي جمعتهم بالمدونة.. ولم تَكن لهم ولو بصمة واحدة تدل على مرورهم -على الأقل-!!

shortstory(1) لماذا لا تُعقّب؟!

مهما كانت الأسباب، فإن حكاية التعقيبات مهمة جدًا، وفيها من الفوائد الكثيرة والتي تُخفى على كثيرون من زوار المنتديات والمواقع الاليكترونية والمدونات.. ولأن حالة “التعليقات” في الساحات العربية يُرثى لها فقد ارتأيتُ أن أدوِّن هذه الفوائد المُستفادة من كتابة التعقيب لعلها تُحدِث تغييرًا!!.

  • أولاً: لتُصبح كاتبًا / مُدونًا
    من تجربتي الشخصية فرُبما يصعب التصديق بأنني كنت كسولاً في درس الإنشاء، ولكنني كنت كذلك.. ويُمكنني التأكيد بأن معظم قُدراتي الكتابية نَمَت بفضل اجتهادي في كتابة التعقيبات أثناء مُشاركتي في المنتديات، فكانت التعليقات تطول وتقصر بحسب اهتمامي، كما كنت أحاول أن ابحث في المواضيع التي تهمني وإن أعجبني شيء -اثناء البحث- أقوم بإضافته في نفس الموضوع.. وهكذا نمت قدراتي الكتابية التي لا زالت تشق طريقها..
  • ثانيًا: لدعم الموضوع
    حتى التعقيبات القصيرة التي يستهين بها البعض فإنها في بعض الأحيان تكون مهمة جدًا في دعمها للموضوع، وإن سألنا كيف: فإن الإجابة سهلة، وذلك لأنك عندما تكتب تعقيبا تقول فيه: ممتاز، رائع، مدهش، يستحق القراءة.. فإن القارئ الذي سيحضر بعد قد تثيره أراء من قبله ويحثه ذلك على قراءة الموضوع كاملاً.
  • ثالثًا: لإثراء الموضوع
    التعقيبات الطويلة التي قد لا يقرأها كثيرون من الزوار، قد تكون بمثابة كنز أحيانًا لصاحب المُدونة أو للقارئ المُهتم بالمسألة، وأقصد بالتعليقات الطويلة التي تحوي إثراء فكري أو إثراء معلوماتي، أما الإثراء الفكري فقد يفتح للمُهتم بالمسألة آفاقًا لم يلتفت إليها من قبل.. وأما الإثراء المعلوماتي فمن اسمه، أنه يعود بالنفع من خلال ما حوى من معلومات.
  • رابعًا: ربط القراء بمُدونتك
    إذا كُنت مُدوِّنًا فإن المساحة المُعدّة لإدخال رابط موقعك هي لخدمتك في الدرجة الأولى -كما أرى- وبالفعل فعادة وإذا ما دخل أحدهم وكتب تعقيبًا ثريًّا في موضوع معين أو ابدى وجهة نظر مخالفه، قد تحظى بإعجاب أو بإثارة القارئ،، فإنه سيسعى للبحث عن “أفكار” هذا الشخص، والتي تكون مُدوَّنةً في مدونتهِ. وحتى إن بعض المدونات تمنح خاصية تُمكن القارئ من مشاهدة آخر موضوع كتبه الشخص الذي كتب تعقيبًا وقد لقيت هذه الخاصية إنتشارًا واسعًا لأنها شجعت على كتابة التعقيبات من جهة.. والترويج للمدونات من جهة أخرى.
  • خامسًا وأخيرًا: إصنع الإتزان!
    يقول الدكتور جاسم السلطان في مقالة بعنوان غادر الصمت.. وامسك قلمك:
    حين تتأمل نوعية أغلب المشاركين المتفاعلين ترى أن أصحاب الأمزجة الحادة هم من يتصدون للكتابة، ليسوا أيضًا كثر، ولكنهم يكتبون، إنهم لا يترددون في التعليق. قد تسمع سيلاً من السباب وقد ترى منطقًا معابًا وسوء فهم ولكنهم يعبرون. لكن أين من يقابلهم من العقلاء وأصحاب الرأي؟ هل يخشون التعبير عن آرائهم؟ أم يتكاسلون؟ أم يعتقدون أن المقال إذا عبر عن رأيهم فلا داعي لمزيد من التعليق؟ أم يظنون أن رأيهم لن يضيف شيئًا؟ لستُ في معرض تحليل الأسباب، ولكن يقيني أن العقلاء كثر… ولذلك أتوجه إليهم بطلب غير معقد… أيها العقلاء اكتبوا رأيكم ولا تستهينوا به… اكتب ولو كلمة موافق تحت أي مقال يعجبك وغير موافق حول ما لا يعجبك… عبر عن رأيك، واشرح إن أردت الشرح، وأوجز إن رأيت الإيجاز ولكن اكتب… لا تتفرج.

بعد استعراض هذه المنافع والفوائد، فإن التغيير المرجو لا زال ينتظر من ينهض لأجله وبينما نحن بانتظار ذلك.. فإنني أتوجه إلى كل من لا يزال مُصرّا أن يمر مر الكرام بلا تعليق ولا تعقيب.. لماذا لا تُعقّب؟ ؟


--
* * * * * * * * * *

http://www.omartalk.com/

حَيثُ إستثارة الفضول والإستمتاع بالدهشة


* * * * * * * * * *

اورطى زيتونتنا