2008-03-29 القاهرة- العرب سبقت المدونات الإسرائيلية نظيراتها العربية في الظهور، فانتشرت في فضاء الإنترنت المدونات العبرية عام 2001، قبل عامين من بروز المدونات العربية عقب الحرب على العراق. وتركزت اهتمامات المدونين الإسرائيليين -في البداية- على الموضوعات الخفيفة والشخصية، وابتعد معظمها عن الطابع السياسي أو الفكري، غير أن تلاحق الأحداث الكبرى التي تخص بلدهم، أثر بشدة في الموضوعات التي تنشرها المدونات الإسرائيلية. ودخل المدونون هناك فيما يشبه الحرب مع أصحاب المدونات الإيرانية، حول تصريحات رئيسهم عن إزالة إسرائيل من الوجود، والهولوكست وغيرها. ورغم تعرض بعض المدونين الإسرائيليين -شأنهم في ذلك شأن العرب- للاعتقال بسبب كتاباتهم على الإنترنت، فإن الاهتمام بالتدوين في إسرائيل، كان أكبر، فظهرت مواقع تدوين إسرائيلية، وتمت ترجمة نظام «وورد برس» للتدوين إلى اللغة العبرية. وتنظيم مسابقات للمدونات العبرية. ومن وقت لآخر، تعقد الجامعات الإسرائيلية ومراكز الأبحاث والإعلام، مؤتمرات ونقاشات حول المدونات.. كل ذلك أسهم في زيادة معدل التدوين داخل إسرائيل، ليبلغ 4 آلاف مدونة كل شهر، وفقا لمركز «إسرائيل بلوج» المهتم بالمدونات. ومؤخرا، سمح جهاز الشاباك الاستخباراتي الإسرائيلي للعاملين فيه، بالتدوين على الإنترنت، بشرط أن يتم ذلك من دون الإفصاح عن هويتهم الحقيقية، أو أي من آثار عملهم، وهو القرار الذي أعقبه ظهور تدوينات كثيرة، يحكي فيها أعضاء هذا الجهاز قصص انضمامهم إليه، والمخاطر التي يواجهونها فيه. وبشكل عام، يستخدم الإسرائيليون مدونات «بلوجر»، فضلا عن مواقع تدوين إسرائيلية، أشهرها «نعنع» و «تبوز». وسبق أن أنشأ إسرائيلي مدونة له على موقع «مكتوب»، لكن المدونين العرب على الموقع اعترضوا بشدة، وأرسلوا طلبات بحذف المدونة إلى إدارة «مكتوب»، التي استجابت لطلباتهم. بيد أن أكثر المدونات التي دخل معها الإسرائيليون في سجال لم يخلُ من التطاول، هي المدونات اللبنانية، خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006. ونشر الإسرائيليون صور المناطق التي طالتها صواريخ حزب الله، وروى بعض المدونين يومياته خلال فترة الحرب. وفي مدونة «كيشوشين» كتب مجموعة من الطلاب عن حياتهم في حيفا منذ بداية الحرب. ولم يغِب عن ساحة التدوين، المعارضون للحكومة الإسرائيلية، ممن انتقدوا قرار الحرب على لبنان، وظهرت مدونة «هالو لبنان، هالو إسرائيل». لتدعو إلى إنشاء منتدى يدون فيه الإسرائيليون واللبنانيون! وكتب صاحب المدونة «لا أعرف ماذا سيحدث، لكن يجب علينا أن نستفيد من فوائد التدوين وقوته». علاقة السياسيين الإسرائيليين بالتدوين، لا تقتصر فقط على وجود عشرات المدونات لأعضاء الكنيست والوزراء، وحتى لرئيس الوزراء إيهود أولمرت، إنما لجأ الإسرائيليون إلى المدونات لتحسين صورة بلدهم، فظهر مشروع «إسرائيلي» للتدوين، بهدف «إظهار الوجه الحقيقي لإسرائيل»، كما يذكر محررو المدونة، الذين يذكرون في التعريف بالمدونة «كثيرون إذا ما ذكرت أمامهم كلمة إسرائيل، ورد إلى خاطرهم أنها منطقة مليئة بالصراع والدماء، والحقيقة أنه في إسرائيل، هناك الكثير غير ذلك». وتضع المدونة إلى جوار العنوان صورة بطيخة! وهو ما لم يوضح أصحابها المقصود منه. أما الفلسطينيون داخل إسرائيل، فقد سعوا إلى الانعزال عن المدونات العبرية، وتمييز أنفسهم عنها، في الوقت نفسه، التشبيك فيما بينهم، من خلال تجمعات أشهرها «مدونة زيتونتنا» التي تقول كذلك بتقديم الدعم التقني والنصائح التقنية بالحدود المستطاعة للمدونين، والترويج لثقافة التدوين في فلسطين 48 من أجل بناء مجتمع تدويني إعلامي في الداخل
المصدر
|