عرض برنامج تحت المجهر في قناة الجزيرة تحت عنوان "المدونون العرب" الأمر الذي ألح علي وجعلني أنظر للقضية من منظور ايجابي أكثر منه سلبي..كانت تلك البداية ، وليس من بعيد قامت الجزيرة بعرض فلم جديد خاص بالتدوين من منظور تسجيلي.
ان الانضمام لعالم التدوين يشعرك مباشرة بالحرية عامة وحرية التعبير عن أفكارك وآرائك كما تشاء ومتى تشاء ! لا سيما ان كنت منضما الى صفحات الشبكوت واحدى منتدياتها.. المنتديات التي يسجل فيها المشرف قبل العضو ، والتي يتابع فيها هذا المشرف مخالفاتك قبل اضافاتك .. ولا سيما –أيضا- ان كنت من أهل الانتقاد والنقد الذاتي والنقد الذاتي العلني فلن تجد لك حظا وافرا بالتأكيد وأنت مهدد طوال الوقت بالايقاف لامحالة ، بعد رحلات صدع وردع من قبل طاقم المراقبين في البداية برسائل الخاص واذا استمرت معانداتك ، فسينتقل الى البهادل الفظة على العام بعدما تكون انت من جر هذا الحوار الى العلن جرا ، عدا عن حالة الاستنفار لدى الطاقم بشكل يومي فلا يترك المنتدي ساعة دون فرد منهم!!! على كل فان لهذا التضييق ولا شك فضل كبير بمنحك شعور التمتع بالحرية التي تمنحها لك المدونة..
ان الانضمام لعالم التدوين يشعرك مباشرة بالحرية عامة وحرية التعبير عن أفكارك وآرائك كما تشاء ومتى تشاء ! لا سيما ان كنت منضما الى صفحات الشبكوت واحدى منتدياتها.. المنتديات التي يسجل فيها المشرف قبل العضو ، والتي يتابع فيها هذا المشرف مخالفاتك قبل اضافاتك .. ولا سيما –أيضا- ان كنت من أهل الانتقاد والنقد الذاتي والنقد الذاتي العلني فلن تجد لك حظا وافرا بالتأكيد وأنت مهدد طوال الوقت بالايقاف لامحالة ، بعد رحلات صدع وردع من قبل طاقم المراقبين في البداية برسائل الخاص واذا استمرت معانداتك ، فسينتقل الى البهادل الفظة على العام بعدما تكون انت من جر هذا الحوار الى العلن جرا ، عدا عن حالة الاستنفار لدى الطاقم بشكل يومي فلا يترك المنتدي ساعة دون فرد منهم!!! على كل فان لهذا التضييق ولا شك فضل كبير بمنحك شعور التمتع بالحرية التي تمنحها لك المدونة..
ان المدونة ما هي الا انعكاس لهوية الانسان ال
فكرية والتفكيرية ، وبت متيقنة أن كل متخاذل اليوم من شباب الشبكوت لدعوة التدوين وتنشيطها والاضافة لها ما هو الا انسان القالب دون هوية فكرية ولا تفكيرية .. انسان لا يملك هوية ولا يملك رؤية يعرضها على الاخرين ويدعوهم لتبنيها وربما تطويرها والمساهمة في نشرها والعمل بها ولأجلها...كما أن المدونة بصيغتها الشخصية تساعد الانسان في التعبير عن شخصه وعن نفسه ، أن تعبر يعني ان تفرغ شحنات سالبة داخلك ومعناه أن تستقر، أن تهدأ ، أن تتفرّغ..طبعا الطابع الشخصي للمدونة ليس ملزما ولكنه بشهادة محللي نجاح المدونات المصرية وانتشار عالمها بين الشباب هو احتوائها لمثل هذه الميزة.
كما أن تدوين الافكار كتابة وليس بالضرورة على شكل مدونة، يساعد في تطويرها وفي ترقيتها ، انك تترك بهذا مجالا لذاكرتك لتجمع المزيد من الشواهد المجسدة لنفس الفكرة او شبيها لها ، المزيد من الشواهد المجسدة يعني ان تجمع المشترك بينها جميعا ، وأن تجمع المشترك يعني بدوره الارتقاء بالفكرة نحو التجريد والتعميم . ربما..!!
وما يميز العملية التدوينية التي باتت تشارك الاعلام التقليدي تغطيته للاحداث بل وفي كثير من الاحيان كانت سباقة وحصرية في التغطية، هو عدم احتكارها لفئة من الناس دون غيرهم بل انها فتحت المجال للهواة والمتخصصين على حد سواء في نقل الأحداث والتعبير عن الاراء الخاصة والشخصية، وهذا طبعا هدّم كل مبني هرمي في مجال الاعلام على الاقل وفتح المجال للفئة الشبابية للخوض وبقوة فيه. طبعا أن يشارك الشباب في الاعلام له أثره البالغ على تشجيع هذه الفئة للاهتمام بقضايا الأمة والتفاعل معها فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم..
ان انتشار التدوين في المجتمعات بصورة بالغة وخصوصا في المجتمعات الدكتاتورية التي صارت بالنسبة لها المدونات شبحا لا يمكن ملاحقته وتقفي أثره كما اعتادت فعل هذا بالسابق. هذا الانتشار صار ظاهرة تبحث وتدرس وتؤلف المقالات لأجل فهمها وفهم أثرها.فبينما يرى المتشائمون بها مجرد تنفيس لدى هذه الشعوب وهؤلاء الشباب ، هذا التنفيس الذي قد يقلل من حدة المأساة ، يرى به اخرون وسيلة ضغط وتوعية وتحريض ، وصارت في كثير من الاحيان وسيلة توثيق على جرائم هذه النظم الدكتاتورية. ان مما ساعد في هذا الانتشار وجعلها ظاهرة تدرس كونها كسرت المألوف واخترقت المحرمات والتقاليد السائدة في عملية التعبير، كما أن تبادل الاراء والتعليقات والاستفادة من حكمة الاخرين صار بمتناول اليد بعدما حرمت منه هذه الشعوب في احضان دكتاتورييها ومحتكري الاراء لتتلقفهم صفحات الشبكوت في أحضانها!

كما أن تدوين الافكار كتابة وليس بالضرورة على شكل مدونة، يساعد في تطويرها وفي ترقيتها ، انك تترك بهذا مجالا لذاكرتك لتجمع المزيد من الشواهد المجسدة لنفس الفكرة او شبيها لها ، المزيد من الشواهد المجسدة يعني ان تجمع المشترك بينها جميعا ، وأن تجمع المشترك يعني بدوره الارتقاء بالفكرة نحو التجريد والتعميم . ربما..!!
وما يميز العملية التدوينية التي باتت تشارك الاعلام التقليدي تغطيته للاحداث بل وفي كثير من الاحيان كانت سباقة وحصرية في التغطية، هو عدم احتكارها لفئة من الناس دون غيرهم بل انها فتحت المجال للهواة والمتخصصين على حد سواء في نقل الأحداث والتعبير عن الاراء الخاصة والشخصية، وهذا طبعا هدّم كل مبني هرمي في مجال الاعلام على الاقل وفتح المجال للفئة الشبابية للخوض وبقوة فيه. طبعا أن يشارك الشباب في الاعلام له أثره البالغ على تشجيع هذه الفئة للاهتمام بقضايا الأمة والتفاعل معها فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم..
ان انتشار التدوين في المجتمعات بصورة بالغة وخصوصا في المجتمعات الدكتاتورية التي صارت بالنسبة لها المدونات شبحا لا يمكن ملاحقته وتقفي أثره كما اعتادت فعل هذا بالسابق. هذا الانتشار صار ظاهرة تبحث وتدرس وتؤلف المقالات لأجل فهمها وفهم أثرها.فبينما يرى المتشائمون بها مجرد تنفيس لدى هذه الشعوب وهؤلاء الشباب ، هذا التنفيس الذي قد يقلل من حدة المأساة ، يرى به اخرون وسيلة ضغط وتوعية وتحريض ، وصارت في كثير من الاحيان وسيلة توثيق على جرائم هذه النظم الدكتاتورية. ان مما ساعد في هذا الانتشار وجعلها ظاهرة تدرس كونها كسرت المألوف واخترقت المحرمات والتقاليد السائدة في عملية التعبير، كما أن تبادل الاراء والتعليقات والاستفادة من حكمة الاخرين صار بمتناول اليد بعدما حرمت منه هذه الشعوب في احضان دكتاتورييها ومحتكري الاراء لتتلقفهم صفحات الشبكوت في أحضانها!

وللمدونات فضل كبير في فتح المجال لتصدير قادة رأي جدد داخل الجماعات والمجتمعات، خصوصا الجماعات الاسلامية التي تميزت بالتضييق على حرية التعبير، صار النشطاء الاسلاميين الشباب (وانا هنا اتحدث على اثر متابعة المدونات المصرية والاخوانية عن كثب) يشكلون قوى ضغظ تعارض مفاهيم سائدة لدى القيادات "العجوزة" ويتمسكون بكلمتهم وما يؤمنون به ، وظهر قادة رأي جدد وصاروا من منادي "النقد الذاتي العلني" الذي لاتجرؤ الحركات الاسلامية على خوضه، ودعا الشباب الجميع لقول ما عندهم دون تحجير ونظروا اليه بكل ايجابية واعتبروه حراك داخلي سليم وضروري داخل الجماعة ، وتكتلوا في وحدات تفاعل رؤيوي بنّاء ، وتميز أصحاب الاراء المتميزة من الشباب، واصدر هذا التكتل سابقة اسمها مدونة امواج في بحر التغيير لتكون بوابة مفتوحة لكل معني بانتقاد الحركة وطرح مشاكلها الداخلية على الملأ ...لتطوع عقول المعارضين من الكبار. وصار بعض الشباب يهددون موقع الاخوان ان تم رفض مقالاتهم الحرّة بالتدوين والمدونة ..
باختصار التدوين منحة للاحرار محنة المنغلقين ومحبي الاسرار. التدوين بوابة الشفافية والوضوح والعلن والمصارحة وبالتالي منفذا مهما من منافذ تحقيق العدل والاستحقاق بين الأفراد والشعوب على السواء ..وأدعو الجميع للمساهمة!
كتب: ميساء أحمد عن مدونة انعاش